إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
محاضرة في فتن هذا الزمان ومقاومتها
15630 مشاهدة print word pdf
line-top
الدعاة إلى الفتن

وتلك الفتن ليست هي التي تدعو إلي نفسها, بل لها مَنْ يُرَوِّجُهَا, ولها من ينشرها, ومَنْ يدعو إليها, ولأجل ذلك تكون تلك الفتن هم الدعاةَ إلى الباطل وإلى الشر من قريب أو بعيد.
فنقول: إن الله تعالى فطر الإنسان, أو فَطَرَ جنس الناس على معرفته, وعلى الإقرار به ربًّا وإلهًا ومعبودًا, كما قال تعالى: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كل مولود يُولَدُ على الفطرة فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرَانِهِ أو يُمَجِّسَانِهِ كما تُنْتِجُ البهيمة بهيمة جمعاء هل تُحِسُّون فيها من جدعاء فأَخْبَرَ في هذا الحديث بأَنَّ الإنسان عندما يخرج إلى الدنيا يخرج وهو كامل الحواسِّ, مُسْتَعِدٌّ لِتَقَبُّلِ الخير, عارفٌ, لو تُرِكَ ومعرفته لعرف نفسه, ولعرف ربه, ولعرف ما يُؤْمَرُ به, ولعرف أنه غير مُهْمَل, ولا متروكًا, ولا غير مُكَلَّفٍ. لكن هناك مَنْ يُرَبِّيه إِمَّا تربية حسنة تتغنى به تلك الفطرة, وتلك الْجِبِلَّة, والغريزة, وإما تربية سيئة, ينصرف بها عن تلك العقيدة, ويتقلد ما هو ضدها.
هذا الْمُرَبِّي هو إِمَّا الْأَبَوَانِ, وإِمَّا الْمُعَلِّمُون ونحوهم.

line-bottom